Résumé:
إن الشريعة الإسلامية تعتبر أعظم شريعة عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ إلى اليوم ، وسوف تبقى كذلك ما بقي الليل والنهار، وعلى هذا الأساس استقر الفهم عند المسلمين منذ الزمن الأول إلى اليوم بأن التشريع الإسلامي يمثل الهوية الحضارية لمجتمعاتنا ، ومن ثم دأبت كليات الحقوق في مختلف الجامعات في وطننا العربي والإسلامي، على تدريس مادة المدخل إلى الشريعة الإسلامية في مناهجها، وذلك لإبراز البعد العقائدي والانتماء الحضاري لشعوبنا إلى الأمة الإسلامية ، ولا تزال كليات الحقوق في الجزائر منذ الاستقلال إلى اليوم تدرس لطلابها هذه المادة المرتبطة بالثوابت الوطنية، والتشريع الإسلامي يواكب كل المستجدات، بتقديم الحلول لكل المشكلات، وهو بهذا قد استوعب الزمان والمكان واندحرت أمام مرونته كل الدعاوى الزائفة التي حاولت وصفه بالجمود، فإذا به يساير التقدم، ويسبق الحضارة، ولا تزال التطورات والإكتشافات تزيدنا يقينا بأنه التشريع الذي يستحق أن يسود، وهاهي المؤتمرات الدولية تشيد بهذا التراث الفقهي، وتجعله من مصادر القوانين في العالم، بعد أن نهلت المدارس الغربية من منابعه الفقهية ،و استفادت الهيئات العالمية من نظرياته التشريعية.