Résumé:
تناولت هذه الدراسة موضوع محتوى العقيدة الأمنية الجزائرية منذ الاستقلال الى 2015، فموقع الجزائر المركزي اثر في صياغة العقيدة الأمنية الجزائري مع مجموعة من العوامل التاريخية، الإيديولوجية وذلك من خلال وقوعها ضمن منطقة المغرب العربي بين جناحيه الشرقي و الغربي، امتداده في عمق الصحراء الإفريقية ووقوعها في نقطة تقاطع إستراتيجية بين شمال ووسط إفريقيا.
أمام التطورات التي عرفتها الساحة الدولية و الإقليمية منذ نهاية الحرب الباردة ، وتسارع وتيرة التفاعلات بين مختلف المتغيرات الداخلية و الخارجية،خاصة ضمن الفضاء المغاربي و الساحل الإفريقي،و كل هذه التحولات أثرت على صياغة العقيدة الأمنية الجزائرية نظرا للتهديدات الأمنية المتنامية ضمن الفضاء المغاربي و منطقة الساحل الإفريقي،حيث سعت هذه الدراسة إلى الإجابة عن التساؤل التالي:كيف تبني الجزائر عقيدتها الأمنية في ظل تنامي التهديدات الإقليمية الراهنة؟
و للإجابة عن هذا التساؤل تطرقت هذه الدراسة إلى مفهوم الأمن و النظرية الواقعية كمقاربة نظرية، بالإضافة إلى المقاربة الشاملة للأمن الإنساني كإطار نظري للدراسة،كما اعتمدت هذه الدراسة على المنهج التاريخي و المنهج التحليلي و الوصفي كمناهج، و المصادر المكتوبة.
لذلك قسمت الدراسة إلى ثلاثة فصول،تناول الفصل الأول دراسة مفاهمية للأمن و العقيدة الأمنية، و الفصل الثاني العقيدة الأمنية الجزائرية بين الثبات و التحول، و الفصل الثالث تطرق إلى دراسة العقيدة الأمنية الجزائرية ضمن الفضاء المغاربي و الساحل الإفريقي بين التهديدات و الحلول.
وتوصلت الدراسة إلى أن محتوى العقيدة الأمنية الجزائرية أثرت بمجموعة من الأحداث الإقليمية و الداخلية ساهمت في صياغتها و بلورتها، ففي فترة الحزب الواحد نجد أنّ العقيدة الأمنية الجزائرية كانت تركز على البعد الخارجي من خلال الاهتمام باسترجاع مكانة الجزائر الدولية و الإقليمية،ودعم حركات التحرر و الموفق الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، و رفض التطبيع مع إسرائيل.لكن بعد 1989 و التعديل الدستوري الذي اقر التعددية الحزبية و ما عايشته الجزائر من أحداث دامية لمدة عشرة سنوات تقريبا، القادة السياسيين ضرورة إعادة التفكير في مبادئ العقيدة الأمنية الجزائرية و محاولة إعادة صياغتها و تعديلها بما يتماشى مع التحولات الإقليمية خاصة في دول الجوار، حيث أصبح التركيز على البعد الداخلي للحفاظ على الأمن الجزائري، في ظل تنامي التهديدات الأمنية الراهنة خاصة الحراك السياسي في تونس والانفلات المني في ليبيا و الخوف من فوضى انتشار السلاح ووصوله إلى الجماعات الإرهابية في الجزائر،بالإضافة إلى الخلاف المغربي _الجزائري،و أزمات الساحل الإفريقي(أزمة مالي،الإرهاب و الجريمة المنظمة،و الهجرة غير شرعية...)، وفي ظل هذه التهديدات المتزايدة حاولت الجزائر وضع إستراتيجية أمنية لمواجهة هذه التهديدات التي أصبحت هاجسا كبيرا للأمن القومي الجزائري،لذلك قامت الجزائر بالتنسيق امني مع تونس لمواجهة الإرهاب خاصة القادم من ليبيا، المشاركة في المبادرات الإفريقية لمكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة.