Résumé:
الملخص:
يعتبر الأمن موضوعا جوهريا يحتل صدارة الإهتمامات في حقل العلاقات الدولية بشكل عام و
العلاقات الإست ا رتيجية بشكل خاص، و انطلاقا من ذلك كان التحول الذي شهده مفهوم الأمن ذا
تأثي ا رت وانعكاسات جلية بحيث أن التهديد لم يعد يستند على نفس المعطيات و لا على نفس الأبعاد
التقليدية ،ففي ظل التشابك المعقد الذي أضحت العلاقات الدولية تشهده في ظل تصاعد تيا ا رت
العولمة و ما ا رفق نهاية الحرب الباردة من تطو ا رت مبهرة شهدتها ميادين تكنولوجيات الإعلام
والاتصال بما أفرز وسائل جديدة جعلت من التهديد يأخذ شكلا مغاي ا ر خاصة وأن خصائص البيئة
الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية الدولية لم تعد نفسها.
و لما كان التحول في جوهر الأمن و ما ارتبط به من تغير في طبيعة التهديد و أشكاله مثلت
منطقة الساحل الإفريقي حاضنة لمختلف التهديدات بأشكالها التقليدية و الجديدة و منها:التهديدات
الصامتة التي باتت مهددا للأمن و الاستق ا رر لمنطقة الساحل و معرقلا لجهود بناء النظم الاجتماعية
و الاقتصادية في المنطقة .كما تبرز التداعيات الخطيرة للتهديدات الصامتة من خلال كونها عاملا
مغذيا لوضع يتسم بتصاعد تيا ا رت العنف و التسيب في ظل بروز النشاطات الإرهابية و الجريمة
المنظمة.
فالعلاقة المتشابكة بين عوامل مكرسة للاأمن وفقا لمنطقة التأثير و التأثر تجعل من
الأم ا رض،الجوع ،الفقر إطا ا ر يخلق بيئة يكون فيها العنف هو اللغة المسيطرة و الإرهاب السمة البارزة
و الجريمة المنظمة مؤش ا ر قويا يظهر عمق الإشكالات التي تميز البيئة الأمنية للساحل الإفريقي .
إن الد ا رسة تتمحور حول إظهار تأثي ا رت مجموعة من الظواهر الاجتماعية ترتبط أساسا بوضعيات
غير متوازنة و مدى تأثي ا رتها على الوضع الأمني ،و هو الأمر الذي حتم إختيار منطقة مناسبة
شكلت من خلال منطقة الساحل الإفريقي إطا ا ر مناسبا و ملائما في ظل مؤش ا رت عجز الدول في
المنطقة عن مجابهة الفقر و الأم ا رض و الأوبئة المنتشرة و ضعف أدائها العام الاقتصادي
والاجتماعي.