Résumé:
ملخص:
تتمتع منطقة الساحل الإفريقي بخصائص جغ ا رفية طبيعية وبشرية وتاريخية وسياسية تختلف عن باقي
مناطق الشمال الإفريقي، وذلك أصبحت تحتل موقعا هاما على الساحة الدولية، ومرك ا ز للتنافس الدولي بين
القوى الكبرى بسبب أهمية موقعها الاست ا رتيجي، وغناها بموارد الطاقة كالنفط والغاز واليو ا رنيوم.
كما تعتبر منطقة الساحل الافريقي من أهم المناطق التي أصبحت تشهد في السنوات الأخيرة ح ا ركا
سياسيا واهتماما دوليا متصاعدا، بسبب الوضع الأمني المتأزم في المنطقة.
ويعتبر النفط من أهم الاكتشافات التي توصل إليها الإنسان في القرن العشرين، فهو المصدر الأساس
للطاقة، وأصبح النفط في وقتنا عنص ا ر حيويا من عناصر الحياة اليومية، إضافة إلى أنه لم يعد مجرد سلعة
تجارية عابرة، بل أصبح أهم سلعة في التجارة الدولية، ولم تستحوذ أي مادة أخرى على القدر نفسه من
الأهمية التجارية والاقتصادية التي استحوذ عليها.
وحرصا على تأمين احتياجاتها من مصادر الطاقة، تتنافس مجموعة من الدول الكبرى خاصة الولايات
المتحدة الأمريكية وفرنسا صاحبة النفوذ التقليدي في المنطقة، إضافة إلى الصاعد الجديد الصين، حيث
أصبحت هذه الدول تسعى إلى استغلال مصادر الطاقة في الساحل الإفريقي، بدافع تلبية الطلب على
مصادر الطاقة، وتأمين الامدادات من مناطق جديدة، من أجل تحقيق الأمن الطاقوي.
وتختلف الاست ا رتيجيات والسياسات التنافسية لكل دولة من الدول الكبرى المتنافسة في المنطقة، فهدف
الاست ا رتيجية الأمريكية في الساحل الإفريقي هو تمهيد الأرضية المناسبة أمام الشركات النفطية الأمريكية
العملاقة حتى تستثمر في نفط المنطقة. وتسعى فرنسا إلى محاولة تقويض الوجود الأمريكي في المنطقة
ولعب دور بارز سياسيا وعسكريا في مستعم ا رتها السابقة، وتوفير الأجواء الملائمة للشركات الفرنسية العاملة
في مجال استغلال اليو ا رنيوم والنفط والغاز. أما الصين فدافع تواجدها بالمنطقة هو تنويع اعتمادها على
مصادر بديلة لإمدادات النفط. وهذا ما دفع بالدول السابقة إلى الدخول في منافسات جوهرها استغلال موارد
الطاقة في منطقة الساحل الإفريقي، حتى لو تحقق ذلك على حساب التنمية في المنطقة.