Résumé:
يتميّز المسرح بخصوصية تعدّد أشكال التّواصل ووسائل التّعبير وتباين الأنظمة الدّالة فيه؛ حيث تتشارك متكاملة ليتحقّق التّفاعل التّخاطبي ويتشكّل الخطاب المسرحي، ومن هنا اتّخذ هذا البحث المحادثة في مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم إخراج عمرو قابيل موضوعًا للبحث والتّحليل عبر مقاربة تواصلية، بالاستعانة بالمنهج الوصفي وكذا التّحليلي، منطلقًا من الإشكالية: كيف يتمّ التّفاعل التّواصلي في المحادثة ضمن مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم اخراج عمرو قابيل، ليتشكّل الخطاب المسرحي ويتمّ تبليغ المقاصد وتتحقّق الأهداف؟
يرنو هذا البحث الكشف عن نمط التّفاعل التخّاطبي التّواصلي ضمن المحادثة في مسرحية أهل الكهف، والحالات التّي يستحيل إليها الحوار، وقد انحصر الاهتمام فيه بالمفاهيم المتعلقة بالمحادثة والعناصر الّلفظية وغير اللّفظية، والميكانيزمات الّتي توسلها أطرافها، ليتشكّل الخطاب المسرحي وتبلّغ المقاصد وتحقّق الأهداف، ليتجاوز البحث بذلك الاهتمام بمضامين الخطاب المسرحي إلى الاهتمام بالكيفية التّي تبنى بها المحادثة في الخطاب المسرحي، وكيفية تحقق التّفاعل التّخاطبي، ولا يكون ذلك إلاّ من خلال مقاربة السّياق التّفاعلي، ليخلص البحث إلى مجموعة نتائج أهمها:
ـ المحادثة ضمن خطاب مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم، اخراج عمرو قابيل فعاليّة لغويّة ذات مظهر حواري، ارتبطت ماهيتها وبنيتها وخصوصيتها بالجانب التّفاعلي القائم على التّواصل الشّفهي التّلقائي المباشر.
ـ المحادثة ضمن خطاب مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم، اخراج عمرو قابيل ظاهرة مركّبة ومنفتحة قائمة على التّفاعل التّخاطبي؛ حيث استندت على الأنظمة العلاماتيّة الدّالة اللّغويّة وغير اللّغويّة. وكونها قائمة على التّفاعل ومكوّنة ومرتبة بمجموع التّفاعلات، فهي دومًا تحت قبضة الانقطاع والتّفكك.