Résumé:
إن للغة حضورها الكبير في فهم النص القرآني ، إذ لا يمكن أن يُفهم النص إلا من خلال الإلمام بحلته اللغوية ، ولذلك كان لدراسة مستويات اللغة ( الصوتية ، الصرفية ، النحوية ، الدلالية ، المعجمية ) أثر في بيان إعجاز القرآن الكريم ، فالقرآن معجز بأصواته من خلال ملائمة الأصوات بصفاتها من شدة ولين وغيرها لسياق الأحداث ، بالإضافة إلى التعليم الصوتي في القرآن الكريم الذي كان له دور في التفريق بين معاني الجمل والآيات ، أما على المستوى الصرفي فهناك عدد من أبنية الكلمات وردت مخالفة للقواعد الصرفية تحت مسمى ظاهرة الإبدال والعدوى الصرفي ، أما بالنسبة للمستوى النحوي فقد تجلت ظاهرتي التقديم والتأخير والحذف القرآن الكريم حيث أظهرت الإعجاز في دقة ترتيبه لكلماته دون الإخلال بالمعنى ، وقد كان للحركة الإعرابية دور في بيان المكنون البلاغي للبنية النحوية ، أما في المستوى الدلالي فقد نبينا هناك فروق بين عدة ألفاظ يظهر للقارئ أنها مرادفة تحمل نفس المعنى ، بالإضافة إلى بروز ظاهرة التضاد التي أظهرت الإعجاز في استعمال القرآن الكريم للألفاظ بدقة في مواضع مختلفة وبمعنى مختلف ، أما على المستوى المعجمي فمن إعجاز القرآن الكريم توسيع دلالة الألفاظ وحمل المشترك اللفظي على جميع معانيه فالكلمة في القرآن الكريم وضعت في موضع يصلح لكل زمان ومكان .