Résumé:
تتعلق هذه المقاربة التي بين أيدينا ، بموضوع هو من صميم النقد الأدبي ونظرية الأدب. وهو موضوع يختص بالبحث في العلاقات بين الأبنية الفكرية العقلية ومدى تمثلها إبداعيا في النصوص الروائية.كما يطرح أفقا منهجيا قابلا للإثراء؛ يتعلق أساسا بالتعامل مع الجنس الروائي.
وعلى ضوء هذا المعطى؛ ارتبطت إشكالية البحث بثنائية الفن والإيديولوجيا، فكان الموضوع موسوما ب«الفني والإيديولوجي في روايتي :كتاب الأمير مسالك أبواب الحديد وسوناتا لأشباح القدس،ل(واسيني الاعرج) »،وبما ان كل عنوان يحيل إلى ذاته عبر الكلمات المفاتيح؛أود ان أشير إلى سبب اختيار الروايتين ،وهو سبب مؤسس على عوامل ذاتية وأخرى موضوعية.
أما الذاتية منها؛ فالمتعلقة بالواقع الروائي للمبدع الجزائري؛ الذي فرض وجوده على الساحة الإبداعية العربية- وان لم أبالغ-والدولية. كما ان روايته كتاب الأمير تعد أول عمل جريء يتناول شخصية وطنية محورية ؛هي شخصية (الأمير عبد القادر الجزائري). ولما كانت الإستراتيجية الإبداعية للروائي هي الحوارية التاريخية ؛ التي يسعى من خلالها إلى خلق أفق إبداعي حداثي ، يتأسس على مساءلة التاريخ واستنطاق أغواره،فقد حققت روايته الأخيرة كريماتوريوم سوناتا لأشباح القدس منتهى هذا التوجه باشتغالها على التاريخ الإسلامي والعربي والإنساني على السواء.
أما العامل الموضوعي؛ فقد ارتبط أساسا بالتمييز المنهجي الذي نقيمه بين التاريخ كأحداث متحققة في الماضي،وبين التاريخي-المتخيل السردي. فالمسافة المختزلة بينهما ليست مسافة بسيطة بل مسافة مشبعة في الغالب بإجراءات فنية وإيديولوجيات ثاوية في الخطاب الأدبي ،تستوجب في إطار القراءة الوقوف عليها ومعرفة فعاليتها السردية ،ومدى مساهمتها النوعية في تشكيل شكل روائي حداثي ذي خصوصية جزائرية.
وتأسيسا على ما سبق؛ انبثقت إشكالية البحث على النحو الأتي :هل يعكس الإبداع إيديولوجيا ويعرضها في شكل فني؟ أم الإبداع يكشف الايديولوجيا ويميط اللثام عنها فيعطيها شكلا وبنية ؟هل يخضع الإبداع للإيديولوجيا ام ان الايديولوجيا هي التي ترسم حدوده؟وهل يوجد نص خارج حقل الايديولوجيا ؟ وهل يمكن ان نلغي تفسيرا معينا لنص باعتباره يعبر عن شيء عادي وأبعاد حياتية ما؟
أضحت هذه الأسئلة - وغيرها- هواجس أردت اختبار طبيعتها الجدلية من خلال ثنائية الفن والإيديولوجيا.
ولبلوغ الطموح المنهجي،آليت تقسيم المقاربة إلى فصلين باعتبار ثنائية التنظير والتطبيق،أما الفصل الأول فقد تعلق بمسارين فرضهما مصطلح الإيديولوجيا؛فورد المسار الأول معنونا بالإطار المفاهيمي الذي ضمنته مفهوم الايديولوجيا وخصائصها ،وعلاقة الأدب والإيديولوجيا فعلاقة الرواية بالإيديولوجيا.وبالنسبة للمسار الثاني؛فقد خصصته للإطار المنهجي للدراسة؛ الذي استقر على المقولات السوسيو- بنائية.
أما الفصل الثاني ؛فقد حاولت من خلاله تطبيق مقولات البنيوية التكوينية في نسختها الغولدمانية، مع تفعيلها ببعض الإجراءات النقدية –واخص بالذكر الخطاطة السردية لـ(غريماس) –قصد الوقوف على بنية الفكرة من خلال مستويات الوعي؛ التي تتكشف عند تخومها فعالية الايديولوجيا كعنصر خارجي عن النص، وكمكون جمالي إبداعي يحتويه النص الروائي.وفي خاتمة المقاربة ،حاولت ان اعرض جملة النتائج المحققة ،فكانت النتائج مقسمة حسب ثنائية الفن والإيديولوجيا.